سورة الفرقان - تفسير تفسير الزمخشري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفرقان)


        


{وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37)}
كأنهم كذبوا نوحاً ومن قبله من الرسل صريحاً. أو كان تكذيبهم لواحد منهم تكذيب للجميع أو لم يروا بعثة الرسل أصلاً كالبراهمة {وجعلناهم} وجعلنا إغراقهم أو قصتهم {للظالمين} إمّا أن يعني بهم قوم نوح، وأصله: وأعتدنا لهم، إلاّ أنه قصد تظليمهم فأظهر. وإمّا إن يتناولهم بعمومه.


{وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39)}
عطف عاداً على {هُمْ} في جعلناهم أو على الظالمين، لأن المعنى: ووعدنا الظالمين. وقرئ: {وثمود} على تأويله القبلة. وأما المنصرف فعلى تأويل الحيّ أو لأنه اسم الأب الأكبر. قيل: في أصحاب الرس: كانوا قوماً من عبدة الأصنام أصحاب آبار ومواش، فبعث الله إليهم شعيباً فدعاهم إلى الإسلام. فتمادوا في طغيانهم وفي إيذانه، فبيناهم حول الرس وهو البئر غير المطوية. عن أبي عبيدة: انهارت بهم فخسف بهم وبديارهم. وقيل: الرس قرية بفلج اليمامة، قتلوا نبيهم فهلكوا، وهم بقية ثمود قوم صالح. وقيل: هم أصحاب النبي حنظلة بن صفوان، كانوا مبتلين بالعنقاء وهي أعظم ما يكون من الطير، سميت لطول عنقها، وكانت تسكن جبلهم الذي يقال له فتح، وهي تنقض على صبيانهم فتخطفهم، إن أعوزها الصيد، فدعا عليها حنظلة فأصابتها الصاعقة، ثم إنهم قتلوا حنظلة فأهلكوا، وقيل: هم أصحاب الأخدود، والرس: هو الأخدود، وقيل: الرس بأنطاكية قتلوا فيها حبيباً النجار. وقيل: كذبوا نبيهم ورسوه في بئر، أي: دسوه فيها {بَيْنَ ذلك} أي بين ذلك المذكور، وقد يذكر الذاكر أشياء مختلفة ثم يشير إليها ب (ذلك)، ويحسب الحاسب أعداداً متكاثرة ثم يقول: فذلك كيت وكيت على معنى: فذلك المحسوب أو المعدود {ضَرَبْنَا لَهُ الامثال} بينا له القصص العجيبة من قصص الأوّلين، ووصفنا لهم ما أجروا إليه من تكذيب الأنبياء وجرى عليهم من عذاب الله وتدميره. والتتبير: التفتيت والتكسير. ومنه: التبر، وهو كسار الذهب والفضة والزجاج. و{وَكُلاًّ} الأوّل منصوب بما دلّ عليه {ضَرَبْنَا لَهُ الامثال} وهو: أنذرنا. أو: حذرنا.
والثاني: بتبرنا، لأنه فارغ له.


{وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)}
أراد بالقرية (سدوم) من قرى قوم لوط، وكانت خمساً: أهلك الله تعالى أربعاً بأهلها وبقيت واحدة. ومطر السوء: الحجارة، يعني أن قريشاً مرّوا مراراً كثيرة في متاجرهم إلى الشام على تلك القرية التي أهلكت بالحجارة من السماء {أَفَلَمْ يَكُونُواْ} في مرار مرورهم ينظرون إلى آثار عذاب الله ونكاله ويذكرون {بَلْ كَانُواْ} قوماً كفرة بالبعث لا يتوقعون {نُشُوراً} وعاقبة، فوضع الرجاء موضع التوقع، لأنه إنما يتوقع العاقبة من يؤمن فمن ثم لم ينظروا ولم يذكروا، ومرّوا بها كما مرّت ركابهم. أو لا يأملون نشوراً كما يأمله المؤمنون لطمعهم في الوصول إلى ثواب أعمالهم، أو لا يخافون، على اللغة التهامية.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12